لماذا أقلق وأتوتر ؟
لماذا القلق والتوتر أخطر ما يمر به الإنسان في الحياة؟
لتوضيح أي معلومة حول موضوع المقالة، (تواصل معي عبر X).
خلق الله سبحانه وتعالى الكائن الحي قابلًا للتكيف مع الأخطار والظروف المفاجئة والتعامل معها حال وقوعها.
لكن، هل خطر لك التساؤل: لماذا أصبحت الضغوط الحياتية تشكل خطرًا على الإنسان أكثر من الحروب، والأمراض، والموت المفاجئ؟!
وأين السبيل إلى التوازن والنجاة من ذلك؟
ببساطة؛
لأن التعامل مع الضغوط يحتاج إلى طريقة احترافية خاصة لا يكاد يفقهها إلا من تدبر وتعمّق في علم الحياة وعلم النفس، وقرأ في مجال الضغوط ومدارس الحياة. كما أنه يحتاج إلى خبرة يومية تمكِّن الإنسان من تجنب الوقوع في فخ الضغوط ووتيرة الحياة المتسارعة.
في هذه المقالة، سنجدد العهد بعلم النفس القديم من خلال مصطلحين أساسيين:
المثير والاستجابة.
كل موقف أو (مثير) يواجه الإنسان في الحياة يولّد استجابة مطلقة اعتاد عليها البشر، بل الكائنات الحية عمومًا، وذلك نتيجة لظروفهم الخاصة، وتربيتهم، واستعدادهم الجيني والبيئي.
وكل استجابة هي ردة فعل يفرضها عليك جسدك، عقلك، قلبك، وأحيانًا كثيرة روحك!
ومن المعروف في العلم الحديث أن الحيوان يستجيب مثل الإنسان لأنواع مختلفة من الضغوط، مثل: البرد الشديد، الصراعات، الإصابات، الأمراض والجروح. وفي الغالب، يمر الكائن الحي بثلاث مراحل لتحقيق التكيف العام، وهي:
-
- الاستجابة
- المقاومة
- الإعياء
المرحلة الأولى:
يكون الجسد متحفزًا، العقل متيقظًا، والغدد متفاعلة أدريناليًا، مما يزيد إنتاج الطاقة إلى أقصاها لمواجهة الخطر أو الموقف.
المرحلة الثانية:
يكون الجسم في حالة يقظة كاملة، لكن بالمقابل، تضعف مناعته وتقل كفاءة الأجهزة المسؤولة عن النمو والوقاية من العدوى تحت الظروف الطارئة، مما يؤدي إلى إنهاك واستقباله للأمراض إذا استمرت الضغوط.
المرحلة الثالثة:
يفقد الجسد القدرة على الاستمرار في المقاومة، فتبدأ علامات الإعياء الجسدي أو النفسي بالظهور، مثل: نوبات الهلع، نوبات الحزن والاكتئاب، أو أعراض جسدية حسية تُعرف باسم الأمراض النفسجسدية، وربما تصل إلى اضطرابات ذهانية عقلية.
هذه الآلية في عملية التكيف العام تحمل جانبين؛ منفعة ومضرة.
🔹 المنفعة: تبعث الطاقة في الإنسان للبحث عن حلول والدفاع عن النفس للنجاة.
🔹 المضرة: استمرار الضغوط الحياتية دون حلول، مثل:
- فقدان شخص عزيز (الوفاة).
- الطلاق.
- الإصابة أو المرض.
- الأزمات المالية.
- الإنجازات الشخصية المهمة.
- التعاملات الخطرة.
- المسؤوليات المتراكمة.
- الضغوط الدراسية أو ضغوط العمل.
- المشكلات الزوجية والخلافات الأسرية المستمرة.
- الصراعات الاجتماعية والمنافسة المهنية.
- المشكلات الحياتية المتكررة، مثل: الازدحام المروري والتقلبات المالية.
غالبًا، لا يستطيع الإنسان تغيير هذه الأمور، كما أنها تتطلب وقتًا أطول للتفكير وإيجاد الحلول المناسبة. لذا،
الحل الأنسب في هذه الحالات هو اللجوء إلى المختصين النفسيين للاستفادة من الوقت والجهد، ولرفع الوعي النفسي والصحي،
مما يساعد على إيجاد حلول فعّالة قبل تفاقم المشكلات واستحالة حلّها.
وهذه إحدى الخدمات التي نقدمها في مركز سواء، حيث نعمل مع متخصصين في هذا المجال لسنوات للمزيد.
وهنا، يتضح أن ردود أفعال الجسم التلقائية والهرمونية تجاه الضغوط ليست كافية، بل قد تكون ضارة في كثير من الأحيان.
على سبيل المثال: السكر الذي يفرزه الكبد ليزوّدنا بالطاقة، إذا لم يُستخدم، يتحول إلى الشرايين ويتسبب في مشكلات صحية أخرى.
إذن، ميكانيزمات الدفاع الجسدية والنفسية عند التعرض للتوتر هي السبب الحقيقي وراء الإصابة بأمراض نفسية شائعة، مثل:
- اضطرابات الهلع.
- الخوف الاجتماعي.
- القلق العام.
- اضطرابات المزاج والاكتئاب.
بالإضافة إلى أمراض العصر، مثل: - ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- اضطرابات القولون.
- تصلب الشرايين.
كل هذه المشكلات هي ردة فعل جسمية ونفسية تلقائية ناتجة عن عدم القدرة على التعامل مع الضغوط بالطريقة الصحيحة والفعالة.
لذا، من الذكاء أن يسارع الإنسان للحصول على برامج تثقيفية وتدريبية أو استشارات نفسية تساعده على التعامل مع الضغوط الحياتية بدافع الوقاية، قبل أن تتطور إلى مراحل شديدة تستلزم الأدوية والعقاقير الطبية.
وهنا في سواء، نقدم مثل هذه البرامج التوعوية والتطويرية لرفع كفاءة الأفراد في التعامل مع الضغوط.
خلاصة الحديث عن أثر القلق والتوتر:
الضغوط الحياتية والمهام اليومية قد تكون ضارة بالصحة مثلها مثل التغيرات العمرية والجسدية. بل إنها أشد ضررًا في كثير من الأحيان.
في جميع أنحاء العالم، يعاني ذوو الدخل المحدود وأصحاب الصلابة النفسية الضعيفة من مشكلات صحية أكثر من غيرهم، رغم مرور الجميع بالظروف نفسها!
وهنا، نجد في قصص الأنبياء والرسل نموذجًا رائعًا في التعامل مع الضغوط ببسالة، وصبر، وذكاء، وحكمة، ويقين بأن ما يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فهو السبيل الآمن، وطوق النجاة الحقيقي الذي يحمينا من الغرق في طوفان الحياة.
يمكنك تقييم مستوى الضغوطات من خلال فحص بسيط بالنقر هنـــا .
اذا واجهت صعوبه في فهم مابين السطورواذا تود مناقشة ذلك مع الدكتورة عهود الشلهوب يمكنك التواصل معي على منصة X بالنقر هنا |
![]() |