1. كيف نصحح الصورة النمطية عن الاضطرابات النفسية؟
نبدا في مقالنا الأول بالحديث عن الصورة النمطية عن الاضطرابات النفسية و كيف نصحح الصورة النمطية عن الاضطرابات النفسية؟
إن التعامل مع متلقي الخدمات النفسية قضية أخذت في التطور على مر العصور المختلفة حتى وصل الحال لما هو عليه اليوم، وباتت المنظمات الصحية في العالم تتسابق في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية لهم، ولكن الشَّيء المستمر منذ زمن الفيلسوف اليوناني أبقراط وصولًا إلى نظرية بيك الحديثة ألا وهو الوصمة حيث لم تتغير كثيرًا نظرة المجتمع للمعاناة النفسية (الاضطراب النفسي) ومن يعانون منه
وهذا ما أكدته إحدى الدراسات المسحية لاتجاهات ومعرفة الأفراد عن الاضطرابات النفسية في فترتين زمنيتين: في عام 1996 وعام 2006 وبالمقارنة بينهما تبين أن الأفراد في سنة 2006 زادت معرفتهم بالاضطرابات النفسية مثل الفصام و الاكتئاب وإدمان الكحول ولكن الوصمة اتجاه هذه الاضطرابات لم تنخفض، وهنا مؤشر خطير على أن التوعية والمعرفة والمستوى العلمي لأفراد المجتمع ليس كافيًا لتغيير معتقداتهم المغلوطة.
إن الوصمة في الصحة النفسية تكون على شقين:
• إحداهما يخص المجتمع بجميع مؤسساته وتعرف بالوصمة الاجتماعية.
• وأخرى تخص الفرد وتعرف بالوصمة المدركة أي كما يدركها المريض نفسه وما يترتب عليها من نظرة دونية للذات وفقد الأمل في التغيير وبالتالي انسحاب من العملية العلاجية أو انتكاس.
وقد وجدت العديد من الدراسات أن المريض النفسي لا يراجع العيادات النفسية إلا بعد استعصاء المشكلة ونعتقد أن الوصمة أحد الأسباب الرئيسة في ذلك سواء الوصمة الاجتماعية أو الوصمة المدركة.
و تبنى النظرة الإقصائية لكل من يختلف عنا ولو كان هذا الاختلاف مجرد انطباعات أو أفكار قديمة وعمومية تلقيناها من هنا وهناك، وأعمق هذه المعتقدات رسوخًا وتكرارًا هي أن المريض النفسي خطر على الآخرين، و معتقد آخر يتكرر حول اضطراب استخدام المواد مفاده أن من يستخدمها هو مؤذي لذاته ولا يستحق المساعدة، ويحضر كثيرًا هذا المعتقد وإن لم يكن بتعبير صريح إنما يكون بصورة تجنب للمرضى حيث يعتقد البعض أن من يعاني من اضطراب ما إنَّما هو غريب أطوار و يصعب الحديث معه ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته ومن تبعات هذا المعتقد عدم الثقة به أو إسناد أي مهام له أو الحماس لبناء علاقات اجتماعية معه.
إننا حين نضع شخصًا ما في فئة إنما ننبذه ونعترف ضمنيًا باختلافه عنا وأنه غير مرغوب به ونسعى لإقصائه لأبعد ما يمكن، وهذا المفهوم الأخير تنبهت له وزارة الصحة مشكورة في أن أتاحت للمرضى النفسيين المراجعة في المستشفيات العامة والعيادات الأولية ونطمح أن يكون هذا عامل مهم في إزالة الوصمة مستقبلًا لا أن يعزلوا.
قد لا نستطيع تغيير أذهان الناس جميعًا وتصحيح الصورة النمطية عن الاضطرابات النفسية ومن يعانون منها، ولكن من غير المقبول أن يكون من بين مقدمي الخدمة من يحمل تلك المعتقدات السلبية اتجاه المرضى حيث أن ركيزة الخدمة النفسية هي العلاقة المهنية الصحية المبنية على القبول اللامشروط فأولى خطوات إزالة الوصمة هي مراجعة الممارس لاتجاهاته نحو المرضى ومعتقداته نحوهم والمساهمة في رفع ثقتهم بأنفسهم مما يساعد في إزالة الوصمة المدركة لدى المرضى، وأن يتحين كل فرصة تسنح بها الظروف لتعديل الصورة النمطية لدى العامة.
وعلى كل من مر بصعوبة نفسية وتجاوزها بنجاح مسؤولية المساهمة في إزالة الوصمة وتصحيح الصورة في أذهان الآخرين ولو في محيطه الضيق،
وأبسط ما يمكن عمله هو الوعي بالذات وممارسة السلوك الإيجابي والثقة بالنفس والتحرر من صوت المرض وطلب المساعدة التخصصية عند الحاجة، وألا يستخدم مرضه في استغلال الآخرين لتحقيق أهداف قد تعزز لضعفه.
أخيراً , بعد ان تحدثنا عن كيف نصحح الصورة النمطية عن الاضطرابات النفسية؟ كل منّا معرض للمعاناة النفسية وليس عيباً أن نحتاج للمساعدة وليس تميزاً للآخر حين يقدم لنا الخدمة إنما وضعه الله في طريقنا لنرى من خلاله امكانياتنا الكامنة ونتجاوز هذه المحنة .
ونحن في مركز سواء نساعد الجميع ونقدم العديد من الخدمات لزيادة ورفع مستوى الحياة النفسيه عبر عياداتنا المتخصص ويمكن معرفة المزيد عن عيادات مركز سواء للاستشارات الرابط هنا
عبر هذي المقالات سننطلق معكم في رحلة من نحاول فيها تقديم كل ماهو مفيد وذو اضافة لك فاشترك معنا بالقائمة البريدية ليصلك كل جديدنا